بقلم Ryan Watts, Alexandra Ma وNic Dias
بينما يركز الصحفيون الآن على كيفية دحض المعلومات المضللة، كُتب القليل عن كيفية مراقبة ما يناقشه الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، ومكان وكيفية انتشار المعلومات غير الدقيقة بسرعة. ومع ذلك هناك مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة التي يمكن أن (1) تساعد الصحفيين في تتبع المحادثات عبر الإنترنت في الوقت الحقيقي و(2) دمجها في سير العمل لفحص الحقائق والتحقق من الأخبار.
قمنا برصد عددٍ كبيرٍ من النقاشات عبر الإنترنت لمدة 33 يوماً كجزء من مشروع فيرست درافت/ فل فاكت للانتخابات في المملكة المتحدة،. ههنا نقدم وصفاً موجزاً لعملياتنا اليومية لتكون بمثابة خطة عمل للصحفيين الذين يتطلعون للاستجابة بسرعة للنقاشات الجديرة بالأخبار ووقف تدفق المعلومات الخاطئة.
المنتجات
أصدرنا رسالتين إخباريتين يومياً، أرسلناهما لشركائنا في غرفة الأخبار في الصباح وبعد الظهر.
هدفت الرسالة الإخبارية الصباحية إلى تزويد شركائنا برؤى حول النقاشات الجديرة بالأخبار والمحتوى الاجتماعي الذي كنا نراه يحوز على الاهتمام العام.
في حين ركزت رسائل بعد الظهر غالباً على التحقق من الأخبار أو توضيح التدوينات المضللة على وسائل الإعلام الاجتماعية، وتحديد التوجهات المتداولة باستمرار والتي قد تحمل آثار سياسية، وتسليط الضوء على الاختلافات بين ما تغطيه غرف الأخبار الرئيسية وما تناقشه المجتمعات المحلية عبر الإنترنت.
الإعدادات
قبل إرسال نشرتنا الإخبارية الأولى، خصصنا أسبوعاً لجمع قائمة من الأخبار الملفقة المتعلقة بالمملكة المتحدة، والمواقع الساخرة، والمدونات شديدة التطرف، وصفحات وجماعات فيسبوك المشحونة سياسياً، ومنتديات ريديت ووسومات تويتر التي ظننا أنها تستحق المتابعة، بمساعدة الخدمات التي تتتبع التوجهات المتداولة مثل تريندوليزر، كراودتانغل وسبايك نيوزويب. وتم توسيع هذه القوائم بانتظام طوال فترة الانتخابات. بحلول 8 حزيران/ يونيو، كنا نتابع 402 مصدراً وموضوعاً، وجمعنا أكثر من 34 مليون تغريدة و220 ألف مقال على فيسبوك من خلال خوادمنا.
ساعدنا موقع تريندوليزر على اكتشاف المحتوى المنتشر بشكل واسع عبر جميع المنصات الاجتماعية في الوقت الحقيقي. حيث سمحت لنا الأداة بإعداد عمليات بحث باستخدام مجموعة متنوعة من المحددات للعثور على التدوينات الجيدة ذات الصلة. كما أضفنا قائمة من عبارات البحث ذات الصلة بالانتخابات وأنتجنا عدة أعمدة على تطبيق تويتدك والتي راقبت مدى أداء التدوينات وفقاً لمعايير مختلفة، مثل عدد المشاركات على مدى 24 ساعة. وكلما بحثنا في قضايا جديدة، أضفنا أعمدة منفصلة للموضوعات الجديدة.
وساعدنا كراودتانغل من فيسبوك على إيجاد التدوينات التي كان نشاطها زائداً عن غيرها على صفحات معينة على فيسبوك (بمعنى جذبها تفاعلاً أكثر من المعتاد لهذه الصفحة). لإحصاءات أكثر تفصيلاً عن التدوينات على وسائل الإعلام الاجتماعية أو المقالات، اعتمدنا على سبايك نيوزويب، الذي يسلط الضوء على المقالات ذات الأداء العالي، ويقدم توقعات موثوقة لعدد مرات مشاركتها في المستقبل.
لمراقبة مناقشات تويتر الواسعة النطاق التي تشمل العديد من الوسومات، استعملنا ترندزماب، الذي يسجل النمو والانتشار الجغرافي لاستخدام الوسوم والكلمات المفتاحية على تويتر. وكانت الأداة مفيدة أيضاً لتحديد التغريدات التي تُسيّر التوجهات المتداولة، بالإضافة للحصول على التقديرات التقريبية لعدد الحسابات الالكترونية التي شاركت هذه التغريدات.
لم نتجاهل مصادر الأخبار التقليدية أيضاً. كنا نرصد الصفحات الأولى للصحف يومياً ونستمع للأخبار الإذاعية الصباحية الرئيسية (مثل برنامج اليوم Todayprogramme، ستيف ألين على إل بي سي وبرنامج استيقظ للمال Wake Up to Money على القناة الخامسة لراديو بي بي سي) لمقارنة التغطية الإعلامية السائدة مع مناقشات وسائل الإعلام الاجتماعية.
لجلب البيانات العامة للتدوينات من فيسبوك وتويتر، أنشأنا خادم واحد لكل شبكة اجتماعية وبدأنا في جمع بيانات التدوينات قبل شهر واحد من يوم الانتخابات.**
مكننا خادم فيسبوك من تحديد مكان وزمان انجذاب صفحات ومجموعات فيسبوك نحو روابط ومواضيع معينة. بالإضافة إلى ذلك، مكننا الخادم من فحص الاختلافات الموضعية في النقاشات التي تجري حول نقاط مختلفة من الطيف السياسي. وقد وفرت البيانات لنا مرونة أوسع في تحليلاتنا عندما كانت هناك حاجة لها.
عمل خادم تويتر على الأرشفة الكاملة للتغريدات بما في ذلك واحدٍ من الوسومات أو المجالات التي حددناها. كانت هذه مفيدة في مراقبة الشعبية النسبية لمختلف المجالات والوسومات، فضلاً عن تقييم أدوار منتجي المحتوى في التوجهات العامة. تم توسيع الشبكة التي جمعناها بانتظام عن طريق التحقق من وسومات جديدة في مجموعة بياناتنا.
الاستنتاجات
1)يمكن أن تكون الإحصاءات المتعلقة بأداء تدوينة على الشبكة الاجتماعية، بدلاً من مجرد عدها كمحتوى فقط، مصدراً لمعلومات عملية للمتحققين من صحة الأخبار. وبدلاً من مجرد كشف كذب المعلومات، استطعنا تقديم تقييم لمدى أهمية تدوينة معينة في نمط أو اتجاه أكبر. أصبح هذا الأمر حاسماً، حيث كان هناك دائماً الكثير مما ينبغي تغطيته. وقد مكننا التعامل مع العديد من تدوينات وسائل التواصل الاجتماعي – من وجهة نظر مستمدة من بيانات هذه التدوينة – من تقديم تحليلات ذات قيمة مضافة لشركائنا في غرفة الأخبار. على سبيل المثال، عندما نشرت صفحة قومية متشددة على فيسبوك فيديو مضلل عن هجوم مزعوم من قبل اللاجئين، كان علمنا بأن هذه التدوينة تتناسب واتجاه تدوينات مماثلة نشرتها تلك الصفحة، مع مقياس مماثل من ردات الفعل، يعني إدراكنا بأننا يجب ألا نولي هذه التدوينة الكثير من الاهتمام.
2)إن سرعة وحجم وتيرة العمل في التحقق اليومي من الأخبار يعني أنه، بقدر ما تنوعت أدوات التحليلات، تبقى السرعة هي الأساس. من الجدير بالذكر أن خوادم المجموعة سمحت لنا بتحليل البيانات بطرق لم نتمكن من الحصول عليها قبلاً، ودعمت العديد من قصصنا. ولكن نظراً لمجموعة الميزات التي تقدمها أدوات سهلة الاستخدام مثل تريندزماب، كان استخدامها كمنفذ أول أفضل من استخدام خوادمنا.
3)وبعد كل شيء، شدد مشروعنا على أهمية رصد الاتجاهات والأنماط الاجتماعية الشاملة في وسائل الإعلام الاجتماعية وكذلك القصص والتدوينات الفردية التي تميل غرف الأخبار للتركيز عليها. ومن خلال التركيز على مناقشات أوسع، تمكنا من التركيز على المواضيع التي يهتم بها الناخبون على الإنترنت، مثل التصويت التكتيكي وتسجيل الناخبين والقضايا الاجتماعية – بدلاً من مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال.
الملحق
*أردنا التركيز على المواضيع التالية على وجه التحديد: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقضايا تغير المناخ، والهجرة، والرعاية الصحية، والدفاع، والشرطة وتنفيذ القانون، والمعاشات التقاعدية، والتعليم.
بعد تعليق تيريزا ماي على صيد الثعالب، قررنا إضافة موضوع صيد الحيوانات للموضوعات – وجدنا من خلال القيام بذلك أن المناقشات حول صيد الثعالب والتعامل القاسي مع الحيوانات استمرت حتى بعد توقف تيريزا ماي عن ذكر موقفها من صيد الثعالب.
** لإيجاد تدوينات من صفحات ومجموعات فيسبوك العامة، اعتمدنا على البرامج النصية من ماكس وولفMax Woolf. حيث احتفظنا بقوائم الصفحات والمجموعات التي سيتم التقاطها من خلال النصوص البرمجية على جداول بيانات غوغل، والتي كانت أيضاً بمثابة قائمة المهام للنصوص البرمجية. كما سمحت إمكانية مشاركة جداول بيانات غوغل بين أعضاء الفريق بإضافة صفحات ومجموعات متى توفرت. وقد أعيد جمع التدوينات الأخيرة بالساعة، حتى يتسنى لنا تتبع نمو التدوينات الفردية. كما تم إعداد نسخة ثالثة (بالساعة أيضاً) لتصدير البيانات كملف مضغوط، وكانت قابلة للتنزيل من خادم إنترنت بسيط. سمح هذا لأعضاء الفريق بتحميل بيانات فيسبوك المحدثة بشكل مستقل، دون الحاجة إلى نقل الملفات عبر المحطة.
كما أنشأنا مدير تغذية اجتماعي (SFM) في الخادم الثاني لجمع التغريدات، وقد سمح لغير المبرمجين بالبدء وتغيير وتصدير مجموعات البيانات. كانت طريقة البحث الأساسية هي البحث عبر واجهة برمجة التطبيقات، التي تمت برمجتها على أساس ساعي. تم اختيار هذه الطريقة بدل التدفق عبر واجهة برمجة التطبيقات لأنها تتيح لنا تجنب فقدان البيانات أثناء تغييرات الاستعلام أو مشكلات الخادم. تم إنشاء مفاتيح واجهة برمجة التطبيقات من قبل مدير الخادم على أساس الاحتياجات، ولكن تم السماح للصحفيين أيضاً بتوليد مفاتيح بأنفسهم.
تفاصيل الخادم:
فيسبوك – 8 غيغابايت من ذاكرة الوصول العشوائي RAM، 4 وحدات معالجة مركزية CPU ، قرص تخزين ذو حالة ثابتة SSD Disk سعة 60 غيغابايت
تويتر – 16 غيغابايت من ذاكرة الوصول العشوائيRAM ، 4 وحدات معالجة مركزية CPU ، قرص تخزين ذو حالة ثابتة SSD Disk سعة 160غيغابايت
دعم فيسبوك وغوغل نيوز لاب عمل فيرست درافت وفل فاكت مع غرف الأخبار الرئيسية لتحديد الشائعات والمعلومات المضللة المنتشرة على الإنترنت خلال الانتخابات العامة في المملكة المتحدة.
هذا هو المقال الثاني من سلسلة من مقالات المدونة حول مشروع فل فاكت وفيرست درافت لمشروع الانتخابات العامة في المملكة المتحدة. اقرأ المقال الأول لانتخابات المملكة المتحدة: ما تعلمناه بالعمل مع منظمة فل فاكت (الحقيقة الكاملة)