أعمل في المجال الرقمي، كيف يمكنني حماية نفسي من المحتوى الصادم؟ - فيرست درافت نيوز
We use cookies to give you the best online experience. By using our website you agree to our use of cookies in accordance with our cookie policy.

انتقلت بعثة ائتلاف First Draft إلى Information Futures Lab (مختبر مستقبل المعلومات) بجامعة براون. تم تحديث هذا الموقع الإلكتروني آخر مرة في شهر نوفمبر من عام 2022 وتتم استضافته بشكل دائم بواسطة منظمة Internet Archive (أرشيف الإنترنت).

أعمل في المجال الرقمي، كيف يمكنني حماية نفسي من المحتوى الصادم؟

قام سام دابرلي من منظمة 'أي وتنيس ميديا هب' بتفصيل بعض الاعتبارات الرئيسية من الأبحاث الأخيرة عن الصدمات غير المباشرة في الغرف الإخبارية

المحتوى الصادم

قمنا بالكتابة عن النتائج الأولية لأبحاثنا حول الصدمات غير المباشرة في غرفة الأنباء في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. في تلك المقالة، قمنا بتوضيح كيف تعد الصدمة غير المباشرة مسألة مهمة يتعين على موظفي غرف الأنباء ومديريها مناقشتها بشكل جدي عندما يستخدم الصحفيون صور أو فيديوهات جديرة بالنشر والتي تم التقاطها على الهواتف الذكية لأشخاص من أنحاء العالم. كان يشعر هؤلاء الصحفيون بالحرج من الاعتراف لمدرائهم بضيقهم عند التعامل مع بعض الصور المؤلمة التي يشاهدونها يومًا بعد يوم.

وقد قمنا بنشر نتائج التقرير كاملة – “جعل الصدمة الثانوية قضية أساسية: دراسة عن الوسائط الإعلامية من شهود العيان والصدمة غير المباشرة على العاملين في المجال الرقمي“. وقد طالبنا إدارات المنظمات الإخبارية في التقرير بتوفير التدريب اللازم للصحفيين كمسألة روتينية – بنفس الطريقة التي تتوفر فيها تدريبات على العمل في بيئات عدائية.

لماذا نقوم بهذه الدعوة؟ لأن النتائج تظهر مدى تعرض الصحفيون للمحتوى الصادم عند تعاملهم مع وسائل الإعلام الاجتماعية. ما يزيد عن نصف الصحفيين الذين تمت مقابلتهم يشاهدون وسائط إعلامية مؤلمة من شهود عيان عدة مرات في الأسبوع.

Screen Shot 2015-12-21 at 12.15.12

قد يؤدي تعرض الصحفيين إلى صور عنيفة بشكل متكرر إلى أثرٍ خطير عليهم

علاوة على ذلك، أبدى الصحفيون تقديرهم للمنظمات التي يعملون بها والتي اعترفت بأن عرض صور مؤلمة في مقراتها يمثل مشكلة بالنسبة لموظفيها وذلك خلال المقابلات التي أجريناها. في حين تحدث العاملون في منظمات – لم تقر بأن عرض مثل هذه الصور هي أزمة بالنسبة لموظفيها – عن زملائهم الذين وقعوا ضحية المرض بسبب الضغط النفسي الذي تعرضوا له أو استقالوا من وظائف ذات مستقبل مهني ناجح. وبالتالي عدم الإقرار بذلك يعد قضية موارد بشرية.

يعتبر تغيير المنظمات بمثابة تحد كبير، وسنتكلم عن قضية منظمة أي وتنيس ميديا هب حيث يتمثل هدفنا في بناء تحالفات من المنظمات التي تهتم بهذه القضية لمشاركة أفضل الممارسات وبناء الوعي. تعد هذه القضية أحد أكبر أهدافنا لعام 2016.

على الرغم من رغبتنا في التركيز على بعض النصائح التي استنتجناها من الحديث مع الصحفيين يعملون بشكل منتظم مع وسائط إعلامية من شهود عيان ويشاهدون محتوى صادم ويردون على السؤال: “أنا أعمل في المجال الرقمي وقد رأيت الكثير من المحتوى المؤلم، كيف يمكنني حماية نفسي؟

1- تحكم بما تسمعه

أخبرنا أحد صحفيي وسائل الإعلام الاجتماعية: “الصوت يجعل التأثير أكثر واقعية”. لقد سمعنا هذا التعبير مرارًا عند التحدث إلى صحفيين يعملون في المجال الرقمي. يتحدث الناس عن الصور المروعة التي قد يروها ولكن لوُحِظ أن سماع الأصوات المترتبة على أعمال العنف أو سماع صراخ أشخاص يتعرضون للألم أو المعاناة أو لطلب النجدة يجعل من الصدمة التي يمرون بها أكثر حدة.

“عادة ما أشاهد الفيديو بدون صوت بعد أن استمع إليه مرة واحدة لكي أعرف إذا ما كان هناك أي شيء متعلق بموضوع البحث أم لا”، أخبرنا أحد الأشخاص بذلك، وأضاف “وبعد ذلك أقوم بإلغاء الصوت دائمًا لهذا السبب تحديدًا، لأن الصوت يجعل الفيديو أكثر قسوة عند مشاهدته”.

ويؤكد صحفي آخر “عندما انقر للمشاهدة، أخلع السماعات من أذني واخفض الصوت.”

عند مشاهدة وسائط إعلامية من شهود عيان تعتقد باحتمالية وجود محتوى مؤلم أو صادم بها، فعليك أن تضع باعتبارك ألا تستمع إلى الصوت إلا إذا كانت هناك ضرورة حقيقية لذلك.

2- تزيد المفاجأة من هول الصدمة أثناء مشاهدة الصور المروعة

“الأشياء غير المتوقعة تجعل المشاهدة أكثر صعوبة. إذا كنت على علم بما ستقابله – دم أو قتل – فمن المؤكد أن مشاهدة مثل ذلك المحتوى ليس بالأمر اليسير، ولكن إذا كنت على علم بما ستشاهد فالأمر يكون أهون قليلًا”.

أُخبرنا الصحفيون مرارًا عن صعوبة مشاهدة المحتوى الصادم حين لا يكونون مستعدين لمشاهدته، وتتفاقم المشكلة نتيجة طريقة العمل الحالية في غرف الأنباء حيث أن بمقدور أي شخص الوصول لهذه الصور. جمع الأخبار من وسائط الإعلام الاجتماعي يعني أن شخص ما سيقوم بمشاهدة صور مؤلمة لم يكن مستعدًا لرؤيتها – ولكن من المفترض ألا يسمح سير العمل بانتشار المفاجأة خارج ذلك النطاق.

تأكد من تصنيف الصور الصادمة على أنها صادمة عند وضعها على أجهزة خادم غرفة الأخبار، وإذا كنت تشارك محتوى ما مع زملائك فعليك إخطارهم بإمكانية وجود محتوى مؤلم قبل رؤيته.

3- يساعد المدراء العاملين على التحدث بارتياح عن أثر الصور الصادمة

أظهرت أبحاثنا أن من يتعرض إلى التوتر بسبب رؤية محتوى صادم أقل احتمالًا للتحدث عن المحتوى مع زملائهم أو مدرائهم، عن هؤلاء الذين لم يشاهدوه.

Screen Shot 2015-12-21 at 12.16.01

يحتاج الصحفيون إلى الانفتاح والشعور بقدرتهم على التحدث عن آثار الصور الصادمة إذا كان عليهم التعامل مع ذلك بشكل فعال

أعرب 35% من الصحفيين الذين تم إجراء الدراسة عليهم – ممن شعروا بأن حياتهم الشخصية قد تأثرت بسبب مشاهدة محتوى مؤلم – بأنهم قد يشعرون بالارتياح للتحدث عن ذلك إلى مدرائهم. وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 68% بالنسبة لهؤلاء الذين شعروا بأنهم تأثروا بذلك.

في المقابلات التي أجريناها، كان رأي الصحفيين الذين عملوا في منظمات تتمتع ببيئة ومدراء بعقليات تسمح بالتحدث عن الأثر الصادم المترتب على مشاهدة المحتوى المؤلم، أفضل عن هذه المنظمات. وقد لخص أحد المدراء منهجهم في إدارة فريق عمل يشاهد صور ذات محتوى صادم بشكل متكرر فيما يلي: “أحرص على أن أكون مثلًا يحتذى به في التعبير عما أشعر به من ألم، إذا أدرك شخص ما أنك قد تأثرت بها، فقد يجعلك ذلك منك شخصًا يمكن التحدث إليه”.

اعمل على بناء ثقافة لمكان العمل حيث يشعر الناس فيه بالارتياح حيال التحدث عن أثر مشاهدة الصور الصادمة.

4- تعامل مع المحتوى الصادم في عملك فقط في حال استخدامه

أخبرنا أحد الصحفيين الذي قمنا بإجراء مقابلة معهم قائلًا: “أنت لا تعمل في مجال الصحافة للحصول على المال، ولكنك تعمل في ذلك المجال لتسرد الأخبار ولتحدث تغييرًا ويكون لك تأثير مميز. فإذا شعرت بأنك لا تستطيع إحداث فارق فمن المؤكد أن ذلك سيؤثر عليك بشكل كبير”.

عملية التحقق هي عملية طويلة قد تعني فحص الفيديو لقطة بلقطة، مما قد يشكل عبئًا ثقيلًا ومزعجًا خاصة إذا كان يعرض حدث مؤلم. وكما أخبرنا صحفي آخر: “أشعر بمزيد من الاكتئاب عندما أتنقل بين العديد من المواد التي ينتجها المستخدم ولا يتم استخدامها”.

استعن بمتخصص في وسائل الإعلام الاجتماعي لإيجاد محتوى حدث قاس أو التحقق منه فقط في حال نيتك استخدامه في قصتك.

5- البحث عن آليات التكيف المناسبة لك

ذكر المشاركين في الدراسة بالتفصيل الآليات المتنوعة التي استخدموها للتكيف مع الوضع بعد مشاهدة وسائط إعلامية مؤلمة من شهود عيان.

تضمنت هذه الآليات أثناء التواجد في المكتب ما يلي: “ترك نافذة [المتصفح] مفتوحة لصور لكلاب لطيفة من تمبلر” أو متابعة آخر أخبار “تايلور سويفت” على إنستغرام” أو “الخروج من المكتب للمشي أو الدردشة مع صديق”. وقد تنوعت آليات التكيف – ولكنها نجحت مع من قابلناهم من الأفراد.

آليات تكيف مختلفة تنجح مع أفراد مختلفين. يتعين على الصحفيين التفكير بشأن الآليات الناجعة معهم كما يتعين على المدراء فهم هذا الأمر ودعمهم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *